مُهمَّات الاشتراكيّين الديمقراطيين الرُّوس‎


كتبها فلاديمير لينين في المنفى في أواخر عام 1897‏
نشرت لأول مرة في كراس على حدة في جنيف عام 1898. لينين. المؤلفات، الطَّبعة الرُّوسية الخامسة، المجلد 2، ص ‏‏445- 470.‏
التحويل الرقمي: سام برنر (مارس 2008)


‎ ‎ ‎

محتويات :

مقدمة الطَّبعة الثَّانية

مقدمة الطَّبعة الثَّالثة

مهمات الاشتراكيّين – الدِّيموقراطيّين الرُّوس

"إلى العمال والاشتراكيّين في بطرسبورغ من "اتحاد النِّضال


من الدار :

هذه الترجمة لمؤلف لينين "مهمات الاشتراكيّين - الدِّيمقراطيّين الرُّوس" تمت نقلاً عن النَّصِّ الوارد في الطَّبعة الرُّوسية الخامسة لمؤلفات لينين، من إعداد معهد الماركسيَّة اللينينيَّة لدى اللّجنة المركزيَّة للحزب الشيوعيِّ في الاتحاد السوفييتيّ.

مُقدمة الطَّبعة الثَّانية

لقد انقضى بالضبط خمسة أعوام على كتابة هذا الكراس، الذي تصدر منه الآن الطَّبعة الثَّانية تلبية لحاجات التَّحريض. ففي هذه الحقبة غير الكبيرة، خَطَتْ حركتنا العُمَّاليَّة الفتيَّة خُطوة هالة إلى الأمام، وطرأت في وضع الاشتراكيّة – الدِّيمقراطيّة الرُّوسية وفي حالة قواها تغيرات على درجة من العُمق، بحيث أنه يبدو، حسب كل احتمال، أن من الغريب أن كان بالإمكان أن تتبدى الحاجة إلى طبع كراس قديم طبعة ثانية بسيطة. أفلم تتغيَّر "مُهمات الاشتراكيّين – الدِّيمقراطيّين الرُّوس" أبداً في عام 1902 بالقياس إلى عام 1897؟ أفلم تخطُ إلى الأمام أي خطوة بهذا الصَّدد نظرات المؤلف نفسه الذي عرض آنذاك رصيد "التَّجربة الأولى" فقط من نشاطه الحزبيّ؟

أغلب الظَّنِّ أن هذه الأسئلة (أو أمثالها) لا تنبثق عند قارئ واحد وحسب؛ وللإجابة عن هذه الأسئلة، ينبغي لنا أن نعود إلى كراس "ما العمل؟"* وأن نضيف شيئاً إلى ما قيل هناك. أن نعود – لكي نبين ما عرضه المؤلف من نظراته إلى مهمات الاشتراكيّين – الدِّيمقراطيّين الحاليَّة؛ وأن نكمل ما قيل هناك (الصَّفحات 31- 32، 121، 128)** عن الظُّروف التي كتب فيها الكراس الذي يُعاد طبعه الآن وعن مواقفه من "المرحلة" الخاصّة في تطور الاشتراكيّة – الدِّيمقراطيّة الرُّوسية. ومن أمثال هذه المرحلة ذكرت بالإجمال أربعاً في الكراس المذكور "ما العمل؟"، المرحلة الأخيرة منها تعود "إلى مجال الحاضر، وجزئياً إلى مجال المستقبل"، والمرحلة الثَّالثة مُسماة بمرحلة سيطرة (أو، على الأقل، الانتشار الواسع) التيار "الاقتصاديّ"،*** ابتداء من 1897- 1898، والمرحلة الثَّانية تشمل سنوات 1894- 1898، والمرحلة الأولى سنوات 1884- 1894. نحن لا نرى في المرحلة الثَّانية، على نقيض المرحلة الثَّالثة، أي خلافات في أوساط الاشتراكيّين – الدِّيمقراطيّين أنفسهم. فقد كانت الاشتراكيّة – الدِّيمقراطيّة موحدة فكرياً آنذاك، وآنذاك أيضاً قامت محاولة لبلوغ الوحدة كذلك عملياً، تنظيمياً (تشكيل حزب العمال الاشتراكيّ – الدِّيمقراطيّ الرُّوسي). وآنذاك كان انتباه الاشتراكيّين – الدِّيمقراطيّين الرئيسي موجهاً لا نحو توضيح وحلّ هذه أو تلك من القضايا الحزبية الداخلية (كما في المرحلة الثَّالثة)، بل نحو الصراع الفكري ضد أخصام الاشتراكيّة – الدِّيمقراطيّة، من جهة، ونحو تطوير النَّشاط الحزبي العمليّ من جهة أخرى. وبين نظرية الاشتراكيّين – الدِّيمقراطيّين ونشاطهم العمليّ، لم يكن ثمة ذلك التناقض الذي كان قائماً في عهد "الاقتصاديّة".

إن هذا الكراس يعكس بالضبط خصائص الوضع آنذاك و"مهمات" الاشتراكيّة – الدِّيمقراطيّة آنذاك. والكراس يدعو إلى تعميق النَّشاط العمليّ وتوسيعه، إلا لا يرى أي "عقبات" تواجه ذلك من جراء غموض نظرات ومبادئ ونظريات عامة، ولا يرى المصاعب (التي لم يكن لها وجود آنذاك) في الجمع بين النِّضال السِّياسيّ والنِّضال الاقتصاديّ. ويتوجه الكراس إلى أخصام الاشتراكيّة – الدِّيمقراطيّة بتوضيحاته المبدئية، وإلى النارودوفوليين والنارودوبرافيين*، ساعياً إلى تبديد الآراء الخاطئة والأوهام التي تحملهم على الوقوف على هامش الحركة الجديدة.

وفي الوقت الحاضر، إذ توشك أن تنتهي مرحلة "الاقتصاديّة" حسب كل احتمال، يبدو موقف الاشتراكيّين – الدِّيمقراطيّين من جديد مماثلاً للموقف الذي كان منذ خمسة أعوام. طبيعي أن المهام التي تواجهنا الآن أعقد بما لا يُقاس نظراً لنمو الحركة نمواً عملاقاً في هذه الحقبة من الزمن، - ولكن خصائص الوقت الحاضر الأساسيَّة تكرر، على أساس أوسع وعلى مقياس أكبر، خصائص المرحلة "الثَّانية". وأن التنافر بين نظريتنا وبرنامجنا ومهامنا التاكتيكيَّة ونشاطنا العمليّ يزول مع زوال الاقتصاديّة. ونحن من جديد نستطيع ويجب علينا أن ندعو بجرأة إلى تعميق وتوسيع النَّشاط العمليّ، لأن توضيح المقدمات النظرية لهذا النَّشاط قد تحقق إلى حد كبير. ومن جديد يجب علينا أن نولي انتباهاً خاصاً إلى الميول غير الاشتراكيّة – الدِّيمقراطيّة السرية في روسيا إذ تبدو أمامنا من جديد ومن حيث الجوهر، نفس الميول التي تجلت في النصف الأول من السنوات التسعين من القرن الماضي، ولكنها الآن أكثر تطوراً بكثير، أكثر تكوناً بكثير، أكثر "نضجاً" بكثير.

لقد ذهب النارودوفوليون، في سياق خلع حللهم القديمة، إلى حدِّ أنهم تحولوا إلى "اشتراكيين – ثوريين"* وكأنهم بهذه التسمية بالذات، قد بينوا أنهم وقفوا في منتصف الطريق. لقد تأخروا عن الاشتراكيّة "الرُّوسية"** القديمة، ولكنهم لم يلحقوا (بالاشتراكيّة – الدِّيمقراطيّة) الجديدة. أما النظرية الوحيدة للاشتراكية الثَّوريّة، النظرية التي لا تعرف الإنسانية المعاصرة غيرها، أي الماركسيَّة، فإنهم يحيلونها إلى الأرشيفات استناداً إلى نقد برجوازي "الاشتراكيّون"! وانتهازي "الثَّوريّون"!. إن انعدام الأفكار وانعدام المبدأ يقودانهم عملياً إلى "المغامرة الثَّوريّة" التي تتجلى، فيما تتجلى في سعيهم إلى أن يضعوا على مصف واحد فئات وطبقات اجتماعية كالمثقفين والبرزليتاريا والفلاحين، وفي دعايتهم الصاخبة للإرهاب "المنهاجي"، وفي برنامج الحدِّ الأدنى الزراعي السيء الذكر الذي وضعوه (جعل الأرض ملكية اجتماعية – التعاون – الربط بحصة الأرض. انظر "الايسكرا" العددان 23 و24)، وفي موقفهم من اللِّيبراليّين (أنظر "ريفولوتسيونايا روسيا" العدد 9 وتقريظ السيد جيتلوفسكي عن "أوسفوبوجدينيه" في العدد 9 من "Sozialistische Monatshefte")، وفي أشياء كثيرة أخرى، سيتأتى علينا، أغلب الظن، أن نتناولها أكثر من مرة. فلا تزال في روسيا كثرة كثيرة من العناصر الاجتماعيّة والظُّروف الاجتماعيّة التي تغذي تذبذب المثقفين، وتثير رغبة الأفراد ذي الميول الراديكاليّة في الجمع بين القديم الذي ولى عهده والحديث الدارج غير المؤهل للحياة، وتعيقهم عن دمج قضيتهم مع البروليتاريا التي تخوض نضالها الطَّبقيّ، بحيث أنه سيترتب على الاشتراكيّة – الدِّيمقراطيّة الرُّوسية أن تحسب الحساب لميل أو ميول مثل "الاشتراكيّة – الثَّوريّة"، ما دام التَّطوُّر الرأسماليّ وتأزم التناقضات الطَّبقيّة لم يقضيا على كل تربة لها.

أما النارودوبرافيون الذين تميزا في عام 1897 بقدر من التذبذب والغموض (أنظر فيما بعد ص ص 20- 22)* لا يقل عن القدر الذي يتميز به الاشتراكيّون – الثَّوريّون الحاليون، فقد غادروا المسرح من جراء ذلك بسرعة بالغة. ولكن فكرتهم "الرصينة" – فصل مطلب الحرية السِّياسيّة فصلاً تاماً عن الاشتراكيّة – لم تمت ولم يكن من الممكن أن تموت لأن التيارات اللِّيبراليّة الدِّيمقراطيّة قوية جداً في روسيا وهي تزداد قوة على قوة بين أكثر الفئات تبايناً من البرجوازيّة الكبيرة والصَّغيرة. ولهذا كانت "أوسفوبوجدينيه"* اللِّيبراليّة التي ترغب في أن تكتل حولها ممثلي المعارضة البرجوازيّة في روسيا، الوريثة الشرعية للنارودوبرافيين، والمواصلة المعينة، اللاحقة، الناضجة لعملهم. وبقدر ما يبدو من المحتم ذبول وزوال عهد روسيا القديمة، روسيا ما قبل الإصلاح**، وطبقة الفلاحين البطريركية، والنموذج الديم من المثقفين القادرين على الولع على حد سواء بالمشاعة والتعاونيات الزِّراعيَّة والإرهاب "غير الملحوظ"، - بقدر ما يبدو من المحتم أيضاً نمو ونضوج الطبقات المالكة في روسيا الرأسماليّة، البرجوازيّة الصَّغيرة، مع ليبراليتها الرصينة التي بدأت تدرك من أن التهور الاحتفاظ بحكومة مطلقة، غبية. وحشية، غالية التكاليف، ولا تحمي إطلاقاً من الاشتراكيّة، - مع مطلبها بالأشكال الأوروبيَّة للنضال الطَّبقيّ والسيادة الطَّبقيّة، - مع سعيها الغريزي (في عهد يقظة البروليتاريا وتناميها) إلى ستر مصالحها البرجوازيّة الطَّبقيّة بإنكار النِّضال الطَّبقيّ على العموم.

ولهذا كان لنا ما يحملنا على شكر السادة الملاكين العقاريين اللِّيبراليّين الذين يحاولون أن يؤسسوا "حزب الزيمستفو* الدستوري". أولاً، لنبدأ بما هو الأقل أهمية – نحن نشكرهم لأنهم انتزعوا السيد "ستروفه** من الاشتراكيّة – الدِّيمقراطيّة الرُّوسية وحولوه نهائياً من ماركسي مزعوم إلى ليبرالي، وساعدونا بذلك في البرهنة بمثال حي أمام الجميع وأمام كل فرد على الأهمية الحقيقية للبرنشتينية*** بوجه عام والبرنشتينية الرُّوسية بوجه خاص. ثانياً، إن "أوسفوبوجدينيه"، سعياً منها إلى جعل مختلف فئات البرجوازيّة الرُّوسية ليبرالية واعية، تساعدنا بالتالي على تعجيل تحول جماهير أكبر فأكبر من العمال إلى اشتراكيين واعين. لقد كانت عندنا ولا تزال كثرة من أنواع الاشتراكيّة المزيفة اللِّيبراليّة الشعبية، المانعة، بحيث أن الميل اللِّيبراليّ الجديد يشكل خطوة جلية إلى الأمام بالنسبة لها. وهكذا سيكون من السهل جداً بعد الآن عرض البرجوازيّة الرُّوسية اللِّيبراليّة والدِّيمقراطيّة على العمال بوضوح، وإيضاح ضرورة حزب سياسي عمالي مستقل، يكون جزءاً لا يتجزأ من الاشتراكيّة – الدِّيمقراطيّة العالمية، وهكذا سيكون من بالغ البساطة بعد الآن دعوة المثقفين إلى تحديد موقفهم بكل حزم: اللِّيبراليّة أم الاشتراكيّة – الدِّيمقراطيّة، والنظريات والميول النصفية سوف تسحقها ببالغ السرعة رحى هذين "القطبين المتقبلين" المتناميين، والمتزايدين قوة. ثالثاً، - وهذا هو الأهم، بالطبع، - نحن نشكر اللِّيبراليّين إذا كانوا بمعارضتهم يزعزعون تحالف الأوتوقراطية مع بعض فئات البرجوازيّة والمثقفين. ونقول "إذا"، لأن اللِّيبراليّين، بمغازلتهم للأوتوقراطية، بتمجيدهم العمل الثَّقافيّ السلمي، بحربهم ضد الثَّوريّين "المتحيزين"، إلخ.. لا يزعزعون الأوتوقراطية بقدر ما يزعزعون النِّضال ضد الأوتوقراطية. وإننا إذ نفضح كل نصافة من جانب اللِّيبراليّين، كل محاولة من جانبهم لمغازلة الحكومة، فضحاً لا هوادة فيه ولا وهن فيه، إنما نضعف بالتالي وسوف نضعف جانب الخيانة هذا من النَّشاط السِّياسيّ الذي يبذله السادة البرجوازيّون اللِّيبراليّون، وسوف نشل بالتالي يدهم اليسرى ونؤمن أكبر النتائج لعمل يدهم اليمنى.

وهكذا خطا النارودوفوليون والنارودوبرافيون على السواء خطوات كبيرة جداً إلى الأمام من حيث تطوير وتحديد وصياغة مطامحهم الحقيقية وطبائعهم الحقيقية. وإن الصراع الذي كان في النصف الأول من السنوات التسعين في القرن الماضي صراعاً بين حلقات غير كبيرة من الشباب الثَّوريّ، ينبعث الآن بوصفه صراعاً حاسماً بين الميول السِّياسيّة الناضجة والأحزاب السِّياسيّة الحقيقية.

ونظراً لذلك، تبدو إعادة طبع "المهمات"، حسب كل احتمال، أمراً لا يخلو من الفائدة بمعنى أنها تذكر أعضاء الحزب الشباب بماضيه غير البعيد وتبين ظهور وضع الاشتراكيّين – الدِّيموقراطيّين بين الميول الأخرى، ذلك الوضع الذي لم يتحدد كلياً إلى الآن، وتساعد على تكوين فكرة أوضح وأدق عن "مهمات" الوقت الحاضر التي هي من النوع نفسه من حيث الجوهر ولكنها أشد تعقيداً.

إن الاشتراكيّة – الدِّيمقراطيّة تواجهها في الوقت الحاضر بقوة خاصة، مهمة وضع حدٍّ لكل تشتت وكل تذبذب في أوساطها، ورصِّ صفوفها بمزيد من الوثوق والالتفاف تنظيمياً تحت راية الماركسيَّة الثَّوريّة، - وتوجيه جميع الجهود نحو توحيد جميع الاشتراكيّين – الدِّيمقراطيّين العاملين فعلاً، نحو تعميق وتوسيع نشاطهم، ناهيك عن إيلاء انتباه جديّ لتوضيح الأهمية الحقيقية للميلين المذكورين أعلاه اللذين ترتب من زمان على الاشتراكيّة – الدِّيموقراطيّة أخذهما بالحسبان، لتوضيح هذه الأهمية لأوسع جمهور ممكن من المثقفين والعمال.

آب/ أغسطس 1902

ن. لينين


صدرت لأول مرة في كانون الأول/ ديسمبر 1902 في كراس طبعته عصبة الاشتراكيّين – الدِّيموقراطيّين الرُّوس في الخارج. لينين. المؤلفات، الطَّبعة الرُّوسية الخامسة، المجلد 2، ص ص 437- 442.


مُقدمة الطَّبعة الثَّالثة

تصدر الطَّبعة الثَّالثة لهذا الكراس في فترة من تطور الثَّورة في روسيا تمتاز من حيث الجوهر عن عام 1897، حين كتب هذا الكراس، وعن عام 1902، حين صدرت طبعته الثَّانية. لا داعي للقول إن الكراس لا يعطي غير لمحة عامة عن مهمات الاشتراكيّة – الدِّيموقراطيّة بوجه عام، وأنه لا يشير بشكل ملموس إلى المهمات الحالية التي تناسب كذلك وضع الحركة العُمَّاليَّة الثَّوريّة في الوقت الحاضر، والتي تناسب كذلك وضع حزب العمال الاشتراكيّ – الدِّيموقراطيّ الرُّوسي. إن كراسي "خطتا الاشتراكيّة – الدِّيموقراطيّة في الثَّورة الدِّيموقراطيّة" _جنيف 1905) يتناول مهام حزبنا الحالية. ومن مقارنة الكراسين، يستطيع القراء أن يكوّنوا فكرة عما إذا كانت نظرات المؤلف إلى المهام العامة للاشتراكية – الدِّيموقراطيّة والمهام الخاصّة في اللحظة الراهنة قد تطورت بصورة منسجمة متماسكة الحلقات. أما أن هذه المقارنة لا تخلو من الفائدة، فهذا ما يظهر، مما يظهر، من الحملة التي شنها مؤخراً زعيم برجوازيتنا الملكية اللِّيبراليّة السيد ستروفه متهماً في "أوسفوبوجدينيه" الاشتراكيّة – الدِّيموقراطيّة الثَّوريّة (بشخص المؤتمر الثالث لحزب العمال الاشتراكيّ – الدِّيموقراطيّ الرُّوسي) بأنها طرحت قضية الانتفاضة المسلحة طرحها لقضية العصيان وبصورة ثورية غامضة. وقد سبق لنا وأشرنا في "بروليتاري" (العدد 9، مقال "الثَّورة تعلم") أن مجرد مقارنة "مهمات لاشتراكيين – الدِّيموقراطيّين الرُّوس" (عام 1897)، و"ما العمل؟" (عام 1902) و"بروليتاري" (عام 1905) تدحض اتهام جماعة "أوسفوبوجدينيه" وتثبت الصلة بين تطور النظرات الاشتراكيّة – الدِّيموقراطيّة إلى الانتفاضة وتطور الحركة الثَّوريّة في روسيا. إن اتهام جماعة "أوسفوبوجدينيه" ليس سوى تهجم انتهازي من جانب أنصار الملكية اللِّيبراليّة في سعيهم إلى ستر خيانتهم للثورة، خيانتهم لمصالح الشعب، إلى ستر مساعيهم لعقد صفقة مع السُّلطة القيصريَّة.

ن. لينين

آب/ أغسطس 1905


صدرت للمرة الأولى في خريف 1905 في كراس طبعته اللّجنة المركزية لحزب العمال الاشتراكيّ – الدِّيموقراطيّ الرُّوسي. لينين. المؤلفات، الطَّبعة الرُّوسية الخامسة، المجلد 2، ص ص 443- 444.

‎‎ ‎
‎ ‎‎ ‎‎ ‎‎ ‎‎ ‎‎ ‎‎ ‎‎ ‎
‎ ‎‎ ‎‎ ‎‎ ‎
‎ ‎
‎ ‎‎ ‎‎